إندونيسيا وخرائط الغابات
بعد ثلاثة أشهر من تطوعي في البرتغال مع الثدييات البحرية، انتقلتُ إلى إندونيسيا. كان الأمر أشبه بقول: "مرحبًا أمي، أعلم أنني عدتُ للتو من البرتغال، لكنني سأنتقل إلى إندونيسيا بعد أسبوعين لأتطوع في منظمة غير حكومية أخرى".
كان هذا أبعد ما دفعتُ نفسي خارج منطقة راحتي. كانت هذه أول مرة أعيش فيها في آسيا، وأول مرة في بلد مسلم، وأول مرة في مكان لا يتحدث معظم سكانه الإنجليزية. كانت فترة صعبة للغاية، لكنني أشعر بالتأكيد أنها كانت تستحق العناء. المكان الذي كنت أعيش/أعمل فيه هو مركز لإعادة تأهيل إنسان الغاب، يستقبل إنسان الغاب المصاب أو اليتيم ويعتني به، ويحاول إعداده لإطلاقه في البرية (وقد يستغرق ذلك سنوات إذا كنا نتحدث عن صغار).

شمل عملي أشياء كثيرة من إنشاء نموذج آلي لمعالجة بيانات مراقبة إنسان الغاب المفرج عنه إلى إنشاء خرائط حول مشاريع إعادة التحريج المخطط لها واستخدام الطائرات بدون طيار لرسم خرائط الغابات المطيرة ومزارع زيت النخيل ومواقع قطع الأشجار غير القانونية، ومحاولة إنقاذ أعداد إنسان الغاب المهددة بالانقراض، وموائل الغابات المطيرة المتقلصة بشكل خطير.
انتقلتُ أيضًا إلى جاوة لمدة ثلاثة أسابيع لإنشاء نموذج لتحديد الموائل المحتملة للوريس البطيء، وقدّمتُ تدريبًا أساسيًا للموظفين المحليين في أنظمة المعلومات الجغرافية وكيفية استخدام هذا النموذج. لذا، لا عجب أن أول تصميم جديد لي لخرائطي بعد هذا كان عن غابات العالم. من المضحك أنني كلما نظرتُ إلى إحدى خرائط غاباتي، ما زلتُ أتخيل إنسان الغاب.

اترك تعليقا